جريمة حلبجه
في 16 آذار / مارس من كل عام، تصادف ذكرى فاجعة حلبجة، الجريمة الكبرى التي ارتكبها النظام الصدامي المقبور عام 1988، بدعم غربي واضح وفاضح، وذلك عندما قصفت قوات النظام، بأمر مباشر من الطاغية صدام، مدينة حلبجة الكردية في شمالي العراق، بالاسلحة الكيميائية، واسفر القصف، عن استشهاد خمسة الاف شخص، واصابة عشرة الاف آخرين، في لحظات.
هذه الجريمة البشعة التي سيمر ذكراها غدا، تعتبر اكبر هجوم بالاسلحة الكيميائية ضد مدينة آهلة السكان، في التاريخ، فقد قتلت السموم الاف الاطفال والنساء والشيوخ والرجال، وسممت المياه والانهار والاشجار والمزارع، ومازالت معدلات الاصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية، تظهر على الولادات التي تلت القصف بسنوات.
رغم فظاعة هذه المأساة الانسانية الكبرى، إلا انها لم تكن المأساة الوحيدة التي نزلت بأهالي حلبجة المظلومين، فهناك مأساة اخرى لا تقل فظاعة عن مأساة القصف، وهي محاولات الغرب، الذي يرفع اليوم زورا الدفاع عن الاكراد وحقوقهم، التستر على هذه الجريمة عبر التعتيم عليها او اتهام جهات اخرى بانها كانت وراء هذه الجريمة، ليس فقط من اجل الدفاع عن عميله الاخرق الطاغية صدام، الذي كان يحارب الجمهورية الاسلامية في ايران، نيابة عنه وعن كيان الاحتلال الاسرائيلي، بل للتغطية والتستر على دوره ودور شركاته في مد الطاغية الاسلحة الكيميائية، رغم علمه ان هذا السفاح لن يتوانى لحظة واحدة عن استخدام هذا اسلاح حتى ضدا لاطفال، وهو ما حصل في حلبجه.
كاميرا ايرانية، وثقت الجريمة الصوت والصورة، وفضحت الغرب ودوره في جريمة حلبجة، ولولا هذا الدور لما كان بامكان الطاغية ان يرتكب جريمته النكراء، فهذه الكاميرا، صورت طائرات الميراج والسوبر أتندارد الفرنسية، وهي تلقي القنابل الكميائية الالمانية، بالتنسيق مع امريكا وبريطانيا، وهي دول تذرف اليوم دموع التماسح على الاكراد، في محاولة للتغطية على دورها المباشر في جميع جرائم صدام، التي ارتبكها خلال الحرب التي تم فرضها على ايران على مدى ثماني سنوات، وخاصة جريمة حلبجة.
اخيرا، وللتاريخ نقول، انه لولا ابطال من امثال احمد ناطقي، وسعید صادقي و سعید جان بزركي، المصورون الايرانيون، الذين وثقوا بعدسات كاميراتهم، هذه الجريمة، حتى ان سعيد جان بزركي دفع حياته ثمنا للكشف عن المجرمين الذين نفذوها، لكان الغرب قيد جريمة حلبجة ضد مجهول.