المقابر الجماعية
المقابر الجماعية
منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في شهر مايو (أيار) ٢٠٠٣ ، وردت تقارير عن وجود ٢٧٠ مقبرة جماعية. وفي أواسط شهر كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٣ ارتفع رقم المواقع التي تم توثيق وجودها إلى ثلاثة وخمسين موقعا. بعض هذه المقابر يحمل عشرات الجثث التي ربطت أذرعتها معا، وجماجم مثقوبة بفعل إطلاق الرصاص من الخلف، لكي تكون أبلغ شهادة على إعدام أصحابها. كما أن هناك آلاف الجثث المكدسة في مقابر أخرى تمتد مئات الأمتار.
لقد اكتشفنا للتو ٤٠٠ ألف جثة في مقابر جماعية هذاما صرح به رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في ٢٠ نوفمبر (تشرين الثاني) علم ٢٠٠٣ في لندن. كما أشارت تقديرات الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان إلى أن نظام صدام حسين قتل مئات الآلاف من الناس الأبرياء. وعلاوة على ذلك قدرت منظمة مراقبة حقوق الإنشان إلى أن عدد الراقيين الذين اختفوا في ظل نظام صدام حسين خلال العقدين الماضيين بلغ ٢٩٠ ألف عراقي، وذلك حسب النشرة التي أصدرتها المنظمة في شهر ميو (أيار). ويبدو أن رفات عدد كبير من الذين اختفوا هي تلك التي تظهر الآن في مقابر جماعية تعم سائر أرجاء العراق
سوف تقدم هذه الأرقام إن صحت دليلا على جرائم فظيعة ارتكبت بحق الإنسانية، لم يتجاوزها في الوحشية سوى مذابح الإبادة الجماعية في راوندا، التي ارتكبت علم ١٩٩٤ و “حقول القتل” في كمبوديا التي جرت في أعوام السبعينات، ومحارق الإبادة الجماعية، التي قام بها النازيون في الحرب العالمية الثانية.